"العمالة غير النظاميين "

لا يخفى على أحد عدد الجرائم المرتكبة من قبل خدم المنازل غير النظاميين أو ما يسمى بخدم المنازل اليوميين بناءاً على الأجر الذي يتحصل عليه هؤلاء المخالفين من العمالة السائبة .
فأعداد القضايا والجرائم المرتكبة من قبلهم في ازدياد مستمر على الرغم من التحذيرات والتوعية المستمرة من الجهات المختصة لهذا النوع من العمالة غير النظامية .
غير أن السؤال يكمن حول الأشخاص الذين يقومون باستخدام هذا النوع من العمالة غير النظامية أو السائبه هل يدركون مدى الجرم المرتكب من قبلهم .
فلقد جاء القانون رقم 6 لسنة 1973 في شأن دخول وإقامة الأجانب وتعديلاته- لدولة الإمارات العربية المتحدة - حيث نصت المادة 34 مكرر ( 1 )( بند 1  و بند 4) على أنه " يعاقب بغرامة مقدارها خمسون ألف درهم كل من استخدم أجنبي على غير كفالته دون الالتزام بالشروط والأوضاع المقررة قانونا لنقل الكفالة أو دون الحصول على تصريح اللازم لذلك " وتتعدد الغرامة بتعدد المخالفين الذين يتم استخدامهم أو إيواؤهم وبحد أقصى خمسة ملايين درهم ".
لبيان هذه الجريمة لابد من الوقوف على أركانها وهي :
أولا / الركن المادي : وهو قيام الشخص باستخدام العامل الأجنبي لديه للحصول على خدمة كالقيام في تنظيف المنزل والقيام بأعمال الطبخ وأعمال الزراعة وغيرها من الأعمال.
ثانيا / الركن المعنوي : يتمثل في اتجاه إرادة الشخص المستخدم إلى استخدام العامل الأجنبي وهو على علم بأنه يقوم باستخدام شخص أجنبي وهو على غير كفالته ، ولا يجوز للشخص أن ينفي عن نفسه التهمة بدعوى انه قام باستخدامه على سبيل التجربة .
ثالثا / صفة العامل : أن يكون أجنبي ( أي )  لا يحمل جنسية الدولة .
وبالتالي متى اجتمعت هذه الأركان تحققت الجريمة وترتب على ذلك وقوع الشخص تحت طائلة القانون وتحمله العقوبة التي نص عليها وهي الغرامة خمسين ألف درهم وتتعدد بتعدد العمال المخالفين الذين قام باستخدامهم ، ولا يجوز للقاضي النزول عن العقوبة المقررة بالقانون ، وذلك تشددا من المشرع و حرصا منه على حماية المجتمع من استخدام هذا النوع من العمال غير النظاميين أو السائبين لما لها من أثر كبير على أمن وآمان المجتمع .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

مرافعة النيابة العامة

الإجراءات الجزائية الذكية للنيابة العامة الاتحادية

المراقبة الالكترونية المنصوص عليها في قانون الإجراءات الجزائية وقرار مجلس الوزراء رقم 53 لسنة 2019